كثير من الناس من يتصنع ويُظهر عكس ما يبطن، فيقوم بتقليد بعض الشخصيات الفنية أو الاجتماعية المشهورة، فيلغي شخصيته تماماً.
فيقلد من يعجب به بطريقة لباسه ومشيته وأكله وشربه وحركاته، معتقداً أنه بذلك جذب عيون الناس إليه.
وسبب هذا التقليد الأعمى فقدان الثقة بالنفس، لشعوره بالنقص ، وهذا إحساس داخلي لا يعلمه إلا المقلد، فيفقد ثقته بنفسه تماماً، فيعتمد على التقليد، ليحقق نجاحاً لا يستحقه، لأن النجاح في الحياة لا يكون نجاحاً إلا بالتعب والمثابرة، وبذلك يكون قد حكم على نفسه بالفشل.
وأيضاً يفقد احترامه لذاته، ولن يشعر بالسعادة أبداً من فقد احترامه لنفسه، لأنه بالتالي سيفقد احترام الآخرين له.
وستكثر الأخطاء بحق النفس وحق الآخرين، لأن من يقلد لن يستطيع الاستمرار بالتقليد طوال العمر، لأنه طبعه الذي كبُر عليه سيتغلب على تطبعه، فمرة سيؤدي دور من يقلده، ومرة أخرى سيقوم بدوره نفسه، أي أنه يقوم بالعمل الذي تعوّد عليه في الصغر.
وبذلك سيعيش في ضياع وفوضى، فيخسر كل شيء.
فكم سمعنا عن فتيات أجرينَ عمليات تجميلية لكي يشبهن فنانة مشهورة، وكم أدت هذه العمليات إلى أمراض خطيرة، فلم ينفعهنّ هذا الجمال المصطنع، فخسرنَ مستقبلهن بل وحياتهن.
فعلينا أن نستقلّ بشخصيتنا تماماً، لأن هذا الاستقلال سيعطينا حافزاً للجد والبحث، فلا بأس أن نقتدي بمن يستحق الاقتداء به، ولكن ضمن إطار شخصيتنا المتميزة عن غيرنا.